أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عقب اجتماع مجلس الوزراء، أهمية استمرار وقف إطلاق النار في غزة رغم الخروقات، مشيراً إلى أنّ حركة حماس تلتزم بالاتفاق رغم كل استفزازات الاحتلال.

أدلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان/ بتصريحات مهمة عقب اجتماع مجلس الوزراء، تطرّق فيها إلى حادثة سقوط الطائرة في جورجيا، إلى جانب تطورات الاقتصاد وإعادة إعمار مناطق الزلزال.

وأوضح أردوغان أنّ فرق التحقيق جمعت البيانات اللازمة، وأنّ فحص الصندوق الأسود سيُظهر بشكل أوضح أسباب الحادث الأليم الذي أسفر عن استشهاد 20 شخصاً، مؤكداً أنّ النتائج ستُعلن بشفافية للرأي العام ولعائلات الشهداء. وشكر في هذا السياق الدول الصديقة والشقيقة التي شاركت تركيا أحزانها.

وفي حديثه عن الاقتصاد، أشار أردوغان إلى أنّ تركيا انتقلت من بلد لم يكن يصنّع حتى الإبرة إلى واحدة من أكبر الاقتصادات العالمية، حيث بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي 17 ألف دولار في الربع الثاني من 2025، فيما حققت الصادرات السنوية رقماً قياسياً بلغ 270.2 مليار دولار. وأكد أنّ صناعة الدفاع التركية أصبحت ضمن أبرز الدول في مجال إنتاج الطائرات المسيّرة.

وتطرّق أردوغان إلى أعمال إعادة الإعمار في مناطق الزلزال، مشيراً إلى استمرار تسليم المنازل الجديدة للمتضررين. ولفت إلى تسليم مفاتيح 350 ألف منزل في أديامان، بعد أن كانت القرعة قد أجريت سابقاً لـ304 آلاف وحدة في ملطية، مؤكداً أنّ الهدف هو تسليم 453 ألف وحدة سكنية قبل نهاية العام في الولايات الإحدى عشرة المتضررة. وأشاد بالجهود المتواصلة للمهندسين والعمال رغم الانتقادات التي وصفها بأنها تهدف لتشويه الإنجازات.

وختم الرئيس التركي بالتأكيد على استمرار العمل دون توقف حتى يحصل كل متضرر على مسكنه الجديد، متمنياً أن تكون المساكن المخصصة للزلزالين خيراً عليهم.

وواصل الرئيس أردوغان حديثه متناولاً ملف الأمن الغذائي، مؤكداً أنّ ضمان وصول المواطنين إلى غذاء صحي وآمن يُعد من أكثر القضايا التي توليها الحكومة اهتماماً. وأشار إلى أنّ الدولة تبذل كل ما يلزم لمنع الغش والتلاعب في المنتجات الغذائية، لافتاً إلى أنّ وزارة الزراعة تنشر فوراً نتائج التفتيش المتعلقة بالمنتجات المقلدة أو المغشوشة.

وفي تعليقه على حادثة وفاة ثلاثة مواطنين في إسطنبول، بينهم طفلان، قال أردوغان: "إنّ التحقيقات جارية على عدة مستويات لتحديد سبب الوفيات"، مشيراً في الوقت نفسه إلى ازدواجية الخطاب لدى بعض الأطراف التي تنتقد المؤسسات الحكومية رغم أنها في العام الماضي شكّكت في الإجراءات التي كشفت مخالفات لدى علامات تجارية معروفة.

وأوضح الرئيس التركي أنّ الدولة تجري رقابة دقيقة على جميع مراحل سلسلة الغذاء، من الحقل إلى المائدة، مبرزاً أنه جرى تنفيذ أكثر من 1.103.000 عملية تفتيش غذائي خلال عام 2025، نتج عنها فرض 2.206 مليار ليرة من الغرامات على 25.750 منشأة مخالفة، وإحالة 495 ملفاً للنيابة العامة.

كما أشار إلى أن قائمة المخالفين باتت تُنشر فوراً، وأن نظام "الرمز المربّع" في المنشآت الغذائية يتيح للمواطن معرفة آخر عمليات التفتيش بسهولة.

وفي السياق الاقتصادي، أكد أردوغان أنّ الحكومة تتابع كذلك ممارسات الاحتكار والغلاء المصطنع، موضحاً أنّ 470 ألف شركة خضعت للتدقيق خلال 2025، وتم فرض غرامات بقيمة 2.4 مليار ليرة، إضافة إلى غرامات بقيمة 11.5 مليار ليرة طُبِّقت على 196 شركة عبر مجلس المنافسة.

وفي الشأن الإقليمي، رحّب الرئيس التركي باستكمال الانتخابات في العراق بسلاسة، معرباً عن تمنياته بأن تحمل نتائجها الخير للبلاد. كما عبّر عن ارتياحه لتطور موقع سوريا في علاقاتها الخارجية، مؤكداً استعداد تركيا لدعم كل الجهود التي تسهم في بناء مستقبل مشترك يضمن الأمن والاستقرار للشعب السوري.

وفيما يتعلق بغزة، شدد أردوغان على أهمية استمرار وقف إطلاق النار رغم الخروقات، مشيراً إلى أنّ حركة حماس تلتزم بالاتفاق رغم "استفزازات إسرائيل".

وأوضح أن المساعدات التركية مستمرة في الوصول إلى القطاع رغم العراقيل الإسرائيلية، حيث وصلت السفينة الإنسانية الثامنة عشرة محمّلة بالمساعدات، كما تم إيصال 47 شاحنة إلى معبر رفح.

وأكد أنّ إنهاء معاناة سكان غزة داخل الخيام أمر ملحّ، وأنّ تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لن يكون ممكناً من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة. (İLKHA)